سجاج بالفطرة المشرف العام
عدد الرسائل : 328 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 10/05/2007
| موضوع: خياط وظريف الخياطين الأربعاء يونيو 06, 2007 8:33 pm | |
| خياط وظريف الخياطين من الملاحظ ان الكثير من ظرفاء العراق كانوا بين اصحاب الحرف، اشتهر من هؤلاء عبد الله الخياط الذي رويت عنه الكثير من المقالب والممازحات. جاء رجل بدوي يوما وفي يده قطعة قماش من اربعة اذرع وطلب منه ان يخيط له دشداشة منها. فقال له على العين والراس. وعندما لاحظ الرجل هذا القبول السريع منه قال له، لا، بل اعمل منها دشداشتين. على العين والراس، قال له الخياط. فطمع الزبون بأكثر من ذلك. قال اعملها ثلاث دشداشات. وبعد قليل رفع الرقم الى اربع دشداشات. وعبد الله الخياط يقول له على العين والراس. عاد البدوي بعد بضعة ايام ليتسلم الدشاشات الاربع فاذا به يجد اربع دشداشات صغيرة لا تصلح لغير الدمى. وعندما ثار الأعرابي على ذلك استشهد الخياط بتحكيم ارباب الدكاكين في السوق فغصوا من الضحك. كان مجلسه عامرا بالفكاهة والتلطف. ولكن ضيوفه ارهقوا ميزانيته المحدودة. جاءه يوما عدد غير قليل من اشراف بغداد من دون ما موعد او استعداد. وكان لم يملك ما يشتري به طعاما لضيافتهم. ومع ذلك فقد فرش لهم الحوش وجلس يسامرهم. ما هي الا دقائق حتى وجدوا امامهم سفرة عامرة بخير الطعام. اكلوا هنيئا مريئا ثم قاموا للانصراف شاكرين، فلم يجدوا احذيتهم. سألوه عنها فأجابهم، أي قنادر؟ ما انتو اكلتوها الآن. قالوا ما هذا ؟ ما تقصد؟ اكلنا قنادرنا؟ فقال لهم جئتم بغير موعد تنتظرون الطعام ، وانا رجل مفلس. لم يكن لي غير ان ابعث بأحذيتكم رهنا عند المطعم ليعطيني من الأكل ما اكلتم. ابعثوا له بفلوس الأكل وفكوا احذيتكم من الرهن. ومما روي عنه ايضا ان امرأة استوقفته وطلبت ان يقرأ لها رسالة وصلتها من ابنها الجندي. وكانت سيئة الخط الى درجة تصعب قراءتها. فظل عبد الله الخياط ينظر في الرسالة محاولا فهم ما ورد فيها. وعندما لاحظت المرأة سكوته تصورت ان ابنها ربما مات او اصابه مكروه، راحت تتوسل بعبد الله الخياط ان يقول لها ما في الرسالة وهو عاجز ان يرد عليها. فازدادت مخاوفها فانفجرت بالبكاء. لم يجد الرجل غير ان يعتذر لها ويقول انه لم يستطع قراءة الرسالة مطلقا. وعندئذ ثارت عليه المرأة وقالت: ما تقدر تقرأ سطرين في مكتوب ولابس هالعمامة هالكبرها على راسك.على ايش لابسها اذن؟ فنزع العمامة عن راسه ووضعها على راسها وقال لها: هه ! تفضلي. ياالله اقري المكتوب. معظم الظرفاء يعيشون على فكاهاتهم ومقالبهم. وكذا كان يفعل عبد الله الخياط. والاسم عبد الله اسم شائع عندنا في العراق. وهكذا صادفه حمال في الشارع محملا بكيس تمن. وسأله، وين بيت السيد عبد الله . فوجهه الى بيته. ولم يكن في ذلك كاذبا. | |
|