مجلس الأمن يقر المحكمة الدولية وردود فعل عربية ودولية

مجلس الأمن يقر المحكمة الدولية وردود فعل عربية ودولية
0929 (GMT+04:00) - 31/05/07



السنيورة يقرأ الفاتحة على ضريح الحريري وسط بيروت بعد إقرار المحكمة

الأمم المتحدة، نيويورك (CNN)-- أقر مجلس الأمن في جلسة علنية مساء الأربعاء، وبموافقة عشرة أعضاء، مع امتناع خمسة دول عن التصويت هي قطر وإندونيسيا وجنوب أفريقيا والصين وروسيا، إنشاء المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وبعد 836 يوما مضت على مصرعه وعدد من المرافقين وسط بيروت في فبراير/شباط 2005.

وفي العاصمة اللبنانية بيروت استقبل رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة نبأ إنشاء المحكمة بالإشادة بقرار مجلس الأمن موجها في نفس الوقت رسالة للشعب اللبناني نقلتها محطات التلفزة.

وأكد السنيورة أن إقرار نظام المحكمة تأكيد واعتراف من المجتمع الدولي بلبنان و"انتصار للبنان ولن تشكل نقصانا في حساب المعارضة أو زيادة في رصيد الموالاة."

وأوضح رئيس الوزراء اللبناني أن موقف حكومته ثابت وضد التسييس وسيعمل جاهدا على أن التواصل والحوار مع الأطراف المعارضة من أجل بناء الدولة ومؤسساتها.

وقال السنيورة إثر إقرار المحكمة "إن إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي لا يشكل ويجب ان لا يشكل انتصاراً لفريق على فريق لبناني آخر، ولا نصرة لمجموعة على أخرى، انه انتصار للبنان واللبنانيين كل اللبنانيين، وهي بالتالي يجب أن لا تشكل لأي منا على الإطلاق نقصاناً في حساب المعارضة أو زيادة في رصيد الموالاة ! بل على العكس من ذلك، إن إقرار نظام المحكمة اليوم هو انتصار لكل اللبنانيين على الظلم والإجرام والاستبداد والتسلط."

وبعد إلقاء كلمته المتلفزة، توجه الرئيس السنيورة إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسط بيروت، يرافقه وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني حيث قرآ الفاتحة.

بدوره اعتبر نجل رئيس الوزراء الراحل النائب سعد الحريري إن صدور قرار مجلس الأمن بإنشاء المحكمة الدولية، فرصة متجددة لوحدة اللبنانيين وإضاءة شعلة الحوار.

ولفت الحريري رئيس كتلة المستقبل النيابية، أن المراهنين على تأجيج الخلاف الداخلي يريدون للعدالة أن تنهار في لبنان، وفق ما نقلته الوكالة الوطنية للأنباء.

وقال "منذ لحظات أقرت أعلى سلطة شرعية في العالم المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما وسائر شهداء الحرية والاستقلال، ضحايا الحملة الإرهابية المتواصلة على لبنان."

وأضاف "إنه القرار 1757، انه انتصار العالم للبنان المظلوم. لكنه أيضا، انتصار لبنان المظلوم في العالم. لأن كل إرادة العالم، ما كانت تكفي للوصول إلى هذه اللحظة، لولا إرادة اللبنانيين. لولا صرختهم من أجل الحقيقة، لولا صمودهم دفاعا عن العدالة وعن الوطن."

وكان مجلس الأمن عقد جلسة علنية مساء الأربعاء، تم خلالها اعتماد القرار رقم 1757 الذي وضع نصوص المحكمة الخاصة بلبنان موضع التنفيذ.

وقد مثل لبنان وفد رسمي برئاسة الوزير طارق متري وزير الثقافة ووزير الخارجية بالوكالة.

وجاء القرار مطابقاً للتوقعات بأن يتمّ التصويت عليه بحصوله على أكثرية الأصوات المطلوبة.

وامتنعت قطر وإندونيسيا وجنوب أفريقيا والصين بجانب روسيا عن التصويت.

فقد اعتبر مندوب دولة قطر ناصر النصر أن القرار ينطوي على تجاوزات قانونية ويزيد في تعقيد الوضع في لبنان الذي هو في أمس الحاجة حاليا إلى اللحمة الوطنية والاستقرار السياسي.

وأعلن نظيره الصيني أن إنشاء المحكمة الدولية المرتقبة يتجاوز السيادة اللبنانية وأن على مجلس الأمن تجنب تعقيد المشاكل.

وقال مندوب الصين وانغ غوانغيا "كلنا متحدون في دعم الحكومة اللبنانية لتحقيق الوحدة الوطنية والاستقرار السياسي والسلام في البلاد" مضيفا "إلا أنني أظن أن طريقة التعاطي مع هذه القضية في مجلس الأمن لا يساعد في تحقيق هذه الأهداف."

وأوضح مندوب إندونيسيا أن تدخل مجلس الأمن بشكل إلزامي لن يخدم مصالح الشعب اللبناني.

من جانبه اكد فيتالي تشوركين، مندوب روسيا أن الصيغة التي اعتمدها مقدمو مشروع القرار تحت الفصل السابع صيغة قضائية تحوم حولها الشبهات وان هذا القرار لا يمكن أن يدخل حيز النفاذ على أساس قرار طرف واحد.

وقال المندوب الروسي أن فرض حل كهذا بأسلوب أحادي من قبل الأمم المتحدة يمس سيادة لبنان وروسيا لا تجد مبررا لاعتماد هذه المحكمة تحت الفصل السابع.

من جهته أكد مندوب واشنطن في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد بأن "قتلة رفيق الحريري والعديد الآخرين سيمثلون أمام العدالة لجرائمهم."

أما مندوب سوريا في الأمم المتحد السفير بشار جعفري فرأى أن القرار يتجاوز العملية الدستورية وأن المادة الثانية والفقرة الفرعية السابعة من ميثاق الأمم المتحدة تؤكد على انه ما من شيء في الميثاق يؤذن بالتدخل في قضايا هي في المقام الأول من اختصاص نظام قضائي محلي لدولة.
[/size]

مشكور سيوفي على المرور
تحــــــــــــــ واحترامي ــــــــــياتي